الاثنين، 9 مايو 2011

شموع الأمل

عندما تلتقي بأي شخص في هذه الدنيا في هذا الأيام و تبدأ الدردشة معه فإنه سوف يقوم بسرد العديد من القصص و المواقف و المشاكل التي تجعل الدنيا تبدو و كأنها حالكة السواد في حين أنها متلونة بكافة الألوان, فما الذي يجعل الناس ترى فقط الجانب المظلم من حياتهاو تركز فيه و تترك باقي الجوانب امهمة من هذه الحياة التي قد تكون تحتل مساحات أوسع جداً من مما يتوقع الإنسان؟؟!!
خلق الله سبحانه و تعالى الكون لنا كبشر لنتمتع فيه ففي الكون كافة مستلزمات الراحة البشرية إبتداءاً بالهواء الذي نتفسه مروراً بالماء الذي نشربه و الأرض التي نعيش عليها و الأهل و الأصدقاء إلى آخر هذه النعم التي لا تعد و لا تحصى।
و لكن ما الذي فعلاً يحدث حتى يرى الفرد منا الجانب السلبي فقط من حياته؟

إنه الموروث الذي تربى عليه الفرد فيها هذا الجانب من الكرة الأرضية الذي يقدس البكاء و النواح و الصياح بطريقة هستيرية حتى على اللاشيء و أكبر دليل على ذلك هو طفشان حتى الأطفال في سنة صغيرة و أحيانا لا تتعدى العاشرة و عندما تسأل يكون الرد: هي الدنيا!!!
فمن أي أتى رد كهذا من طفل في هذا العمر؟؟! و ما هي الأشياء التي تكدر معيشة هذه الفئة الصغيرة جداً خاصة إذا ما توافرت لها كافة وسائل الراحة؟!!

ذلك كله يعود للنظرية القديمة من حيث رؤية كمية الماء في الكوب فمن يريد ان يجعل حياته مزرية فلينظر للجانب الفارغ من الكوب و من يريد أن يسعد حياته فلينظر للجانب الممتليء من نفس لاكوب و لنضرب بعض الأمثلة علها تصل للبعض ليقتنع بما هو عليه।
فمثلا من يشتكي هم قرض السيارة يجب أن ينظر أن بهذا القرض إستطاع أن يشتري سيارة و أنه يستمتع بها و يستخدمها لقضاء إحتياجاته فلماذا النواح على القرض- و هو الذي وضع نفسه أساساً فيه- بدلاً من الفرح بإمتلاك السيارة।

نأتي لأكثر الهموم بالنسبة للبعض و هي فقد الأحبة, فهذه الحالة المأساوية هي الأصعب خاصة بين جموع المراهقين و الشباب। من باب إطلاعي و خبرتي أكثر هذه الحالات هي حالات وهمية و أغلبها عبارة عن حالات إعجاب متقدم أو فراغ عاطفي لعدم إعتناء الأهل أو عدم تفهمهم لمن هم في هذه المرحلة لذلك يلجأ الشباب لأقرب مخرج لتفريغ مشاعرهم المكبوتة। و حتى فيه هذه الحالات فإن الفراق هو الجانب الفارغ من الكأس بينما الجانب الممتليء أكبر حيث تتكون الخبرة و تتجمع الذكريات التي من الممكن للإنسان أن يتمتع بها طوال حياته।
هذه بعض الأمثلة على الحالات التي يمكن أن يتمتع الإنسان فيها بالجانب الفارغ من الكأس أكثر من إستمتاعه بالجانب الممتليء منه و لكل حالة هناك جانب فارغ أكثر إشراقاً و لكن يجب على المرء أن يدقق و يمعن النظر فيما أمامه ليعرف النعم التي هو فيها ليقيد شموع الأمل التي داخله و التي لا يخلو أحد منا منها فهي موجودة بكثرة في داخل أعماقنا و لكنها تحتاج لمجرد شعلة بسيطة لإيقادها। فليقد كل منا شموع الأمل بداخله بنفسه ثم يتذكر قول الله سبحانه و تعالى: " لإن شكرتم لأزيدنكم"