الاثنين، 8 أكتوبر 2012

"نضال عمال البا"....لماذا؟؟!!

المتتبع للعمل النقابي و العمالي في البحرين طار فرحاً عند إعلان نقابة عمال البا عن تدشين كتابها الذي يؤرخ نضال عمال الشركة العتيدة منذ بدء تأسيسها في 1971 حتى عام 2011  أي يغطي حقبة زمنية  تقارب الأربعين عاماً تحت عنوان "نضال عمال البا في تاريخ الطبقة العاملة البحرانية". بالطبع لن أتكلم عن المتشائمين دوماً و الذين سيتابكون بلا شك على حرف ناقص هنا أو حدث صغير هناك متناسين قلة التوثيق و المعلومات من الحقبات و الأعوام السابقة التي كان فيها كل شيء ممنوعاً بالإضافة على النظرة الإستعلائية التي كان ينظر لها الكثير من الناس للطبقة العاملة و إعتبارهم أشخاص من درجات أخرى متقدمة بالرغم من أن الطبقة العاملة هم صناع كافة الحضارات في العالم و عبر التاريخ.

 قام بتجميع و تنسيق هذا الكتاب النقابي علي أحمد يوسف و هو من عمال الرعيل الأول في الشركة و عاصر كافة تطوراتها منذ نشأتها حتى بلوغها ما وصلت له الآن من تطور و إتساع في الحجم و الإنتاج لذا  كان هو من أفضل الإختيارات النقابية و العمالية للعمل على تأريخ و توثيق الحراك النقابي و العمالي في البحرين بصورة عامة و في البا بصفة خاصة, لذا فإن هذا الكتاب خرج بصورة غنية جداً و دسمة موثقاً أغلب التفاصيل و الحكايا التي مر بها الشأن العمالي و النقابي و مستعرضاً  منعطفات و حوادث تاريخية أثرت جذرياً في الحركة العمالية في ألبا على وجه الخصوص.


أثناء حفل التدشين و من خلال الأحاديث الجانبية مع عدد من الشخصيات العمالية و النقابية و الأدبية, أعربوا كثيراً عن سرورهم الكبير عن تدشين هذا الكتاب مستغربين في ذات الوقت عن عدم وجود مصادر أو كتب كافية تؤرخ العمل العمالي في البحرين!
و هذا ما دعاني لإستفسار لم أجد له أي جواب عن السبب في تغييب العمل العمالي خاصة و أن المجتمعات و الأمم لا ترتقي إلا بالعمال الذين يبنون و يصنعون كافة أركان المجتمع بل هم الغالبية العظمى في مجتمعنا خاصة إذا عرفنا أن التعريف الصحيح للعامل هو:"كل من يقوم بمجهود عضلي أو فكري لقاء الحصول على أجر" و هذا التعريف في حد ذاته يجعلنا كلنا في خانة العمال بلا محالة مهما تعددت المهن أو الأعمال التي نقوم بها سواءاً كانت بالمصانع أو حتى في المكاتب المغلقة و لكن يبدو أن "ثقافة العيب" المنتشرة في مجتمعنا تجعل البعض ينفر من لفظ عامل و يحاول البحث عن بدائل مختلفة يعتقد أنها "أشد بياضاً" متناسياً في النهاية أنه لم يتم إستئجاره إلا ليعمل و إسم الفاعل من "يعمل" هو "عامل". ربما يكون السبب في التغييب القسري لتاريخ العمال هو عدم وجود فئة تتمكن من نقل معاناة و مشاكل العامل في تلك الفترة من بين الطبقة العاملة نفسها لإنشغالها بصراعاتها من أجل البقاء أو كدحها الدؤوب من أجل توفير لقمة عيش سائغة لها و لعوائلها مما جعل التركيز ينصب على العمل ثم العمل ثم العمل خاصة و أن المجتمع كان قد إنتقل تواً من مرحلة الزراعة و الصيد غالباً للمرحلة الصناعية بشكلها الجديد المتطور. سبب آخر قد يكون هاماً في تغييب تاريخ الحركة العمالية في البحرين هو إنشغال ممثلو العمال غالباً بصراعات و فعاليات لا تمت للعمال بصلة مما يجعل هذا الإنشغال يضيع الكثير من الوقت و الجهد من جهة و يفرض عدم التوثيق من جهة أخرى لأنه ليس هناك عمل عمالي و نقابي حقيقي يمكن توثيقه, و قد تكون هناك الكثير من الأسباب الخفية التي لا نعلم عنها خاصة و إني لم أعاصر تلك الحقبة.

أهم ما في الموضوع هو قيام جهة عمالية حقيقية بتوثيق أغلب أحداث و مجريات هذه لفترة ليكون مرجعاً لنا و للأجيال القادمة يستطيع الجميع الرجوع إليها ليعرف من أين بدأنا حتى يفهم لماذا و لأين وصلنا فشكراً لنقابة عمال البا على هذا الجهد الرائع و شكراً للنقابي المخضرم علي أحمد يوسف على المجهود المضاعف الذي قام به من أجل الخروج بهذا العمل بهذا الشكل الجميل الذي جعل من تدشينه عيداً عمالياً أثلج صدور كل الحاضرين.


فيفا نقابة عمال ألبا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق