الاثنين، 1 مايو 2017

لاول من مايو...ٱه يا قلبي

الاول من مايو...ٱه يا قلبي
يتزامن اليوم مع عيد العمال العالمي الذي يحي فيه العمال عبر العالم ذكرى معاناتهم و مشاكلهم و مطالبهم و أوضاعهم الصعبة.
تكاد المعاناة العمالية تتشابه لدرجة كبيرة. لذا صرت أجزم إن اجازة يوم العمال تم إعطائها لهم لينفسوا عن مشاعرهم المتراكمة بعيدا عن بيئة العمل بدلا عن جلوسهم على طاولة المفاوضات لتحقيق مكاسب عمالية جديدة و حفظ حقوقهم لذا يمكننا إعتبار هذه الإجازة حالها حال إجازة الثكل!
تبدأ معاناة العمال بتعسف أصحاب العمل و ممثليهم في تطبيق القوانين و اللوائح الداخلية في أماكن العمل خاصة مع تخاذل أغلب وزارات و دوائر العمل في نصرة العمال بل و وقوفها في أكثر الأحيان مع أصحاب العمل ضد العمال و مطالبهم المحقة في الوقت الذي ينتظر فيه العمال وقفة مساندة أو حيادية على الأقل من مسئولي العمل.
و يتواصل الخذلان للعمال من كل جانب فحتى بعض المنظمات و المؤسسات النقابية و العمالية و التي من المفترض أن تكون المدافع الأول و الحصن الحصين الذي لا يتوانى عن حماية العمال لكننا نجد هذه المنظمات العمالية الصفراء تغرد خارج السرب المطلبي للعمال و تقوم بتنفيذ اجندات و مخططات بعيدة كل البعد عما يطمح إليها العمال بل و يتحالفون مع جهات تتآمر من أجل التكالب على حقوق العمال و مكتسباتهم.
يأتي ذلك تزامناً مع حملات التضييق المستمرة من قبل جهات مختلفة على العمال من اجل حصر مظاهر و فعاليات حركتهم المطلبية فهنا يتم منع حق الإضراب العمالي و هناك يسلب العمال حقهم في الاعتصام و في منطقة أخرى يتم مراقبة و منع نشر أي منشور نقابي عمالي يتضمن مطالب أو شئون عمالية بل و يتعدى الوضع ذلك بمراحل على الضفاف المقابل ليصل إلى  تغييب النقابيين و الماليين في غياهب السجون لفترات طويلة و قد ييفوق الأمر ذلك ليصل لدرجة العنف تجاه القيادات العمالية النقابية و الذي يصل لحده الأقصى عبر التصفية الجسدية في حالات متعددة.
و من ضمن مظاهر التعسف تجاه الطبقة العاملة و رغبة في تقليص التكاليف إلى أدنى حد ممكن من قبل الرأسمالية الجشعة المتوحشة تقوم بإستجلاب العمالة الرخيصة لمنافسة الأيدي العاملة المحلية و هذا يشكل ضغوط أخرى كتفشي البطالة و تدني مستويات السلامة المهنية و إجبار العمال على العقود المؤقتة و الدفع نحو تقليل الأجور و المنافع و المزايا العمالية
الخوض في الشأن العمالي و النقابي طويل و ذو شجون حيث هناك الكثير ممن يحاول دس السم في العسل العمالي حتى وصلنا لمرحلة يعتبر فيها الجميع أن الطبقة العاملة هي البقرة الحلوب و الدجاجة السحرية التي تبيض ذهباٌ فالحكومات تستنزف أموال العمال عبر فرض المزيد من الضرائب و الرسوم و التجار يمتصون ما في جيوب العمال عبر إغرائهم بالمنتجات و السلع الاستهلاكية التي لا تنتهي ليصبحوا اكثر  ادماناٌ على الشراء مما يحيلهم لجهة أخرى أكثر جشعاٌ و هي البنوك الجشعة  التي تضطر الطبقة العاملة للجوء إليها لتواكب تدني مستويات الأجور مقابل إرتفاع تكاليف المعيشة للسلع و الخدمات الأساسية و مغريات العروض التجارية للأشياء الكمالية التي لا تنتهي فعلى سبيل المثال يشتري العامل منا هاتفه النقال بأغلى الأثمان عبر الاقتراض ثم يدفع لشركة الاتصالات مبالغ لا تنتهي ليكون هذا الهاتف في نهاية الأمر وسيلة إعلانية للشركات التجارية ترسل عبره كل مغريات الشراء من خلال الهاتف الذي دفع ثمنه العامل و الخدمة التي يدفع ثمنها العامل ايضاٌو كأنه هو من يقوم بدفع ثمن حتى الإعلانات!
اذا تمعنا جيداٌ نرى أن يوم العمال العالمي لم يعد مناسبة سعيدة للعمىال لكي يحتفلوا بها بل حتى هذه المناسبة الغالية الثمن التي ضحى العمال للحصول عليها و لازال الكثير من العمال في جوانب أخرى من العالم يناضلون و يضحون لنيلها, تحولت لمناسبة يستغلها العديد من الأطراف للنيل من العمال فنرى في بقاع الأرض كيف تقنع و تمنع المسيرات العمالية و يتم إعتقال الإخوة القادة النقابيين و من ثم يتم التنكيل بهم و من جانب ٱخر تقوم الماكينة الرأسمالية بإستغلال المناسبة لبيع كل ما يمكن بيعه و جني اكبر مبلغ ممكن من جيوب و تعب العمال.
هناك الكثير مما يحكى و يقال في يوم العمال و لكن الأكيد أن ليس هناك ما يستحق أن اهنيء به عمال العالم ما لم نصل الى وحدة عمالية عالمية توقف التكالب الحاصل حالياٌ على الطبقة العاملة من كل حدب و صوب و تدافع بشراسة عن المكتسبات حتى لا تضيع و حتى ذلك الحين يجب علينا نشر و إستيعاب و تطبيق الشعار العمالي الأممي "يا_عمال_العالم_إتحدوا" خاصة أن الغالبية العظمى من سكان هذا العالم هم بالفعل من الطبقة العاملة مقابل قلة قليلة جداٌ تتحكم في المقدرات و الثروات و الموارد الطبيعية و حتى ذلك الحين لله درك أيها العامل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق